١٠٧

ثم ذكر للمؤمنين من الثواب والجزاء بأعمالهم التي عملوها في الدنيا، واختاروا فيها مقابل ما ذكر للكفرة؛ فقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا}.

كأن الجنان التي وعد للمؤمين أربعة: جنات النعيم، وجنات المأوى، وجنات عدن، وجنات الفردوس، ثم كان في كل واحدة منها - أعني الجنان - فيها معنى الأخرى؛ لأنه قال: {جَنَّاتُ الْمَأْوَى}، وهو ما يؤوى إليه، و {جَنَّاتُ النَّعِيمِ} ظاهر، و {جَنَّاتُ عَدْنٍ}، من المقام أو غيره، و {الْفِرْدَوْسِ} سميت فردوسًا؛ لأنها تكون ملتفة محفوفة بالأشجار، ففي كل واحدة منها ذلك كله. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {نُزُلًا} وقيل: منزلًا من النزول.

وقيل: من النزل وهو من الأنزال.

﴿ ١٠٧