٥٩وقوله: {قُلِ الْحَمْدُ للّه} أمر نبيه بالحمد له والثناء عليه على هلاك أعداء الرسل الخالية. ثم قال: {وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} وهم الرسل والأنبياء، صلوات اللّه عليهم. وجائز أن يكون أمره إياه بالحمد له والثناء عليه لما أنعم عليه من أنواع النعم، منها ما ذكر من هلاك أعداء الرسل وإبقاء أوليائهم؛ تخويفا لأعداء رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - أن يهلكوا كما أهلك أعداء الرسل الخالية. أو أن يكون أمره إياه بالحمد له والثناء عليه؛ لما أنعم عليه في نفسه من أنواع النعم من النبوة والرسالة والهداية ونحوه، واللّه أعلم. وقوله: {وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى}: يحتمل الرسل؛ كقوله: {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ}. ويحتمل الأمر بالسلام على أصحابه وجميع المؤمنين؛ كقوله: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}، أمر رسوله بالسلام على المرسلين وعلى أصحابه وعلى المؤمنين. ثم في قوله: {اصْطَفَى} دلالة: أن لا أحد يستوجب الصفوة إلا باللّه؛ حيث قال: {اصْطَفَى}. وقوله: {آللّه خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} أي: الذي فعل هذا بالأمم الخالية من الهلاك للأعداء وإبقاء الرسل والأولياء، أم الأصنام التي تشركون في عبادته، وهي لا تملك شيئًا من ذلك؛ يقول - واللّه أعلم -: إنكم تعلمون أن اللّه يملك ما ذكر من إهلاك أعدائه وإبقاء رسله، والأصنام التي تعبدونها دونه لا تملك شيئًا، فكيف تشركونها في ألوهيته؟! وإلا لم يذكر جواب قوله: {آللّه خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} جوابه أن يقولوا: بل اللّه خير. وكذلك روي في الخبر عن رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - إن ثبت -: أنه كان إذا قرأ هذه الآية، قال: " بل اللّه خير وأبقى وأجل وأكرم ". |
﴿ ٥٩ ﴾