٦٢

وقوله: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللّه قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (٦٢) يخرج على الصلة بقوله: {آللّه خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ}؛ كأنه يقول: من يملك إجابة المضطر وكشف السوء عنه وجعلكم الخلفاء في الأرض خير، أمَّن لا يملك من ذلك شيئًا؟ فجواب ذلك أن يقولوا: بل الذي يملك ذلك خير ممن لا يملك ولا يقدر على ذلك.

أو يخرج على الوجهين اللذين ذكرتهما:

أحدهما: أنكم تعلمون أن الذي يجيب المضطر ويكشف السوء هو اللّه تعالى، لا الأصنام التي تعبدونها، فكيف أشركتموها في الألوهية والعبادة؟!

والثاني: أنه إذا أجاب دعوة المضطر وكشف السوء والأحزان ومنع؛ فدل بقاء ذلك كله واتساق الأمر أنه واحد لا شريك له؛ فهذا على الثنوبة، والأول على المشركين؛ لإشراكهم غيره في العبادة له وتسميته الإله.

وقوله: {أَإِلَهٌ مَعَ اللّه} أي: لا إله مع اللّه {قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}.

﴿ ٦٢