٦٣وقوله: (قُلِ الْحَمْدُ للّه ... (٦٣) على أثر ما ذكر يخرج على وجوه: أحدها: أمره أن يحمد ربه فيما لم يبل بما بلي به أُولَئِكَ من التكذيب والعناد والكفر بربهم. والثاني: أمره أن يحمد ربّه؛ لما في ذلك إظهار سفههم؛ حيث أعطوا باللسان أن ذلك كله من اللّه، واللّه خالق ذلك كله، ثم صرفوا ذلك إلى غيره. والثالث: يقول بعضهم: {قُلِ الْحَمْدُ للّه} على إقرارهم بذلك أنه خلق للّه، وأن ذلك كله منه، واللّه أعلم. وقوله: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} يحتمل قوله: {لَا يَعْقِلُونَ} أي: لا ينتفعون بعقولهم؛ نفى عنهم العقول؛ لما لم ينتفعوا بها، كما نفى عنهم السمع والبصر واللسان لما لم ينتفعوا بقلك الحواس؛ فعلى ذلك هذا. والثاني: لم يعقلوا لما تركوا النظر والتفكر في الأسباب التي بها تعقل الأشياء، واللّه أعلم. |
﴿ ٦٣ ﴾