٢

وقوله: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ ... (٢)

الكتاب المطلق: كتاب اللّه، والدِّين المطلق: دين اللّه، والسبيل المطلق والطريق المطلق: سبيل اللّه وطريقه.

وقوله: {لَا رَيْبَ فِيهِ}.

أنه منزل من اللّه؛ لأنه أنزل على أيدي الأمناء البررة: لم يغيروه ولا بدلوه ولا حرفوه.

أو يقول: {لَا رَيْبَ فِيهِ} أنه ليس بمخترق ولا مخترع ولا مفتري من عند الرسول؛ بل منزل من عند رب العالمين.

أو {لَا رَيْبَ فِيهِ}: لا شك؛ على ما يقول الناس لكل محكم من الأمر مبين، واللّه أعلم.

{مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

العالم: هو اسم جنس من الخلق وجوهر منه، {الْعَالَمِينَ}: جمعه؛ فيدخل في ذلك الأولون والآخرون الذين يكونون إلى آخر ما يكونون؛ ففيه أنه يوصف - جل وعلا - أنه رب لكل ما كان ويكون، ومالك ما كان وما يكون؛ كقوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}: أخبر أنه مالكه، وهو بعد ما لم يكن، أعني: ذلك اليوم.

﴿ ٢