٣١

وقوله: (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ للّه وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (٣١) أي: من يطع منكن للّه ورسوله، {وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ}.

في الآية دلالة بيان فضيلة أزواج رسول اللّه؛ لمكان رسول اللّه وعظيم قدره، حيث خاطبهن من بين غيرهن من النساء كما خاطب مريم بقوله: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}.

ثم يحتج الشافعي بقوله: {نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ} لتأويله في قوله: الطلاق مرتان بقولة، يقول: قوله: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ}، أي: تطليقتان في دفعة واحدة من غير إحداث التطليق والفعل فيما بينهما؛ ويستدل على ذلك بقوله: {نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ}، أي: أجرين من غير إحداث فعل فيما بينهما ولكن بفعل واحد،

وقوله: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ}، أي: أجرين.

لكن عندنا يجوز الإيتاء بمعنى الإيجاب، أي: يوجب لها الأجر مرتين؛ نحو قوله: {فَآتَاهُمُ اللّه ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ}، أي: أوجب لهم ثواب الدنيا وثواب الآخرة؛ فعلى ذلك ما ذكر ونحوه كثير، واللّه أعلم.

﴿ ٣١