٨

أو على التعجب: أن كيف يكون ذلك؟! فقال عند ذلك: (أَفْتَرَى عَلَى اللّه كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (٨)

يقولون: أفترى مُحَمَّد على اللّه كذبا أم به جنون؟ إذ لم نسمع ذلك من أحد من قبل، ولا رأينا ذلك أنه كان ما ذكر، فرد اللّه ذلك عليهم

وقال: {بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ}، أي: بالبعث والإحياء بعد الموت - هم المفترون على اللّه، هم {فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ}.

جزاء قولهم: أم به جنون؟ يقول: بل هم في ضلال بعيد، الضلال البعيد: كأنه هو الذي لا يرجع إلى الهدى أبدًا؛ فتكون الآية في قوم: علم اللّه أنهم يختمون على الضلال، ولا يؤمنون أبدًا؛ فيكون في ذلك دلالة إثبات الرسالة.

﴿ ٨