سُورَةُ الصَّافَّاتِمَكِّيَّة بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ١-٣قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (٢) اختلف فيه: قَالَ بَعْضُهُمْ: الصافات هي الطير إذا صفت أجنحتها بين السماء والأرض. وذكر عن ابن مسعود قال: الصافات والزاجرات والتاليات كلهم الملائكة، قال: الملائكة الصافات اصطفت الملائكة صفًّا لعبادة اللّه - عَزَّ وَجَلَّ - وتسبيحه، وكذلك ذكر عن ابن عَبَّاسٍ وغيره إلا أن غيره يفسر الزاجرات والتاليات أي ملائكة هم؟ ولسنا نذكر عن ابن مسعود وابن عَبَّاسٍ التفسير. وقَالَ بَعْضُهُمْ: (الزاجرات): هم الملائكة الذين يزجرون السحاب والأمطار، {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} هم الملائكة يتلون القرآن والوحي على الرسل والأنبياء، عليهم السلام. وقال قتادة: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا} أقسم اللّه - عَزَّ وَجَلَّ - بخلق ممن خلق، قال: {وَالصَّافَّاتِ}: الملائكة صفوف في السماء، {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا} ما ذكر اللّه في القرآن من زواجر عن المعاصي والمساوي، {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} قال: ما يتلى عليكم في القرآن من أخبار الرسل - عليهم السلام - وأنباء الأمم التي كانت قبلكم. وجائز أن يكون {وَالصَّافَّاتِ}: هم الملائكة الذي يصلون للّه - عَزَّ وَجَلَّ - صفوفًا على ما ذكروا، {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا}: هم الملائكة الموكلون بأرزاق الخلق وسوقها إليهم يسوقون إليهم سوقًا، {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا}: هم الملائكة الموكلون بالتسبيح والتحميد وجميع الأذكار. ثم وجه القسم بالملائكة الذين ذكر - واللّه أعلم -: أنه عَزَّ وَجَلَّ قد عظم شأن الملائكة وأمرهم في قلوب أُولَئِكَ الكفرة حتى قالوا: {لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا}، وقولهم: {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ}، وقول فرعون: {أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ}، وقولهم: {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا}، وما وصفهم اللّه - عَزَّ وَجَلَّ -: أنهم (لا يعصُونَ اللّه مَآ أَمَرَهُمْ. . .) الآية، {لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ} الآية، وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ. . .} الآية، عظم اللّه - عَزَّ وَجَلَّ - أمر الملائكة عليهم وأعظم، شأنهم في قلوب أُولَئِكَ الكفرة وصدقهم عندهم؛ لذلك أقسم بهم على وحدانيته بقوله – |
﴿ ١ ﴾