٥٠وقوله: (قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ... (٥٠) عين ما قال هذا الرجل؛ حيث قال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ}؛ كان من قارون حين قال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}، ولم يزل العادة من الكفرة والرؤساء منهم وأهل الثروة قائلين بمثل هذا الكلام والقول، وهو ما أخبر عن قوم فرعون - حين قالوا -: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ}، وما قال أهل مكة: {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ}، وغير ذلك من أمثال هذا، لم يزالوا قائلين هذا. ثم أخبر أن ذلك لم يغنهم حيث قال: {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}. هذا يحتمل وجهين: أحدهما: ما قالوا: إنما أوتينا هذا بحيل من عندنا واكتساب، أخبر أن ذلك لم يغنهم عن دفع عذاب اللّه - عَزَّ وَجَلَّ - عنهم إذا نزل بهم، واللّه أعلم. |
﴿ ٥٠ ﴾