٦١وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَيُنَجِّي اللّه الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ ... (٦١) و {بِمَفَازَاتِهِمْ} يخرج على وجهين: أحدهما: قوله: {بِمَفَازَتِهِمْ} أي: بالأعمال والأسباب التي فازوا بها على أشكالهم. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ} بعد المفازة والنجاة، وإلا قبل ذلك قد يمسهم السوء {وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} وهو على الجهمية وعلى أبي الهذيل العلاف إمام المعتزلة: أما على الجهمية: لقولهم: إن الجنة تفنى وينقطع أهلها ولذَّاتها، فإذا كان ما ذكروا مسهم السوء والحزن. وعلى قول أبي الهذيل أيضًا كذلك؛ لأنه يقول: إن أهل الجنة يصيرون بحال حتى إذا أراد اللّه أن يزيد لهم شيئًا أو لذة لم يملك ذلك، فإن كان ما ذكر هو مسهم السوء والحزن - أيضًا - فالبلاء على قوله: إن السوء والحزن، إنما مس رب العالمين، فنعوذ باللّه من مقال يعقب كفرًا. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} على إبطال قول أُولَئِكَ، واللّه أعلم. |
﴿ ٦١ ﴾