٤٧

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ}.

ما ذكر هاهنا وفي آي من القرآن وهو ما ذكر: {فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ}، قد علم الضعفاء الأتباع لا يملكون دفع ما هم فيه؛ لأنهم لو كانوا يملكون ذلك، لدفعوا عن أنفسهم، فإذا لم يملكوا دفع ذلك عن أنفسهم [فلئلا] يملكوا دفع ذلك عنهم أحق، لكنهم قالوا ذلك لهم ليزدادوا حسرة وندامة؛ وهو كقوله تعالى في آية أخرى: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّه مِنْ شَيْءٍ. . .}، إلى قوله: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ}.

ويحتمل أنهم إنما قالوا لهم ذلك لما قالوا لهم في الدنيا: {اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ} فيقولون لهم لذلك في الآخرة: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّه مِنْ شَيْءٍ} أي: حاملون عنا بعض الذي علينا من العذاب {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا} في الدنيا {إِنَّا كُلٌّ فِيهَا} ونعذب {إِنَّ اللّه قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ}.

﴿ ٤٧