٣٨

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (حَتَّى إِذَا [جَاءَانَا] (١) ... (٣٨) أي: الكافر وقرينه في الآخرة {قَالَ} الكافر {يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} يحتمل أن يقول في الآخرة: يا ليت كان بينك وبيني في الدنيا بعد المشرقين؛ حتى لم أكن أراك ولم أتبعك.

ويحتمل أن يقول: يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين في الآخرة.

ثم قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ}.

قَالَ بَعْضُهُمْ: ما بين مشرق الصيف إلى مشرق الشتاء. (١) قال السمين:

قوله: {إِذَا جَآءَنَا}: قرأ أبو عمروٍ والأخوان وحفصٌ «جاءنا» بإسنادِ الفعلِ إلى ضميرٍ مفردٍ يعودُ على لفظ «مَنْ» وهو العاشي، وحينئذٍ يكونُ هذا ممَّا حُمِل فيه على اللفظ ثم على المعنى، ثم على اللفظ، فإنَّه حُمِلَ أولاً على لفظِها في قوله: «نُقَيِّضْ له» «فهو له»، ثم جُمِع على معناها في قوله: «وإنَّهم ليَصُدُّونهم» و «يَحْسَبون أنهم»، ثم رَجَعَ إلى لفظِها في قوله: «جاءنا»، والباقون «جاءانا» مُسْنداً إلى ضميرِ تثنيةٍ، وهما العاشي وقَرينُه. (الدر المصون. ٩/ ٥٨٩) اهـ (مصحح النسخة الإلكترونية).

وقَالَ بَعْضُهُمْ: يحتمل: أي: بعد المشرق والمغرب، لكن ذكر باسم أحدهما، كما يقال: عمرين، وأسودين؛ سماهما باسم واحدهما؛ لأن الأسود منهما واحدة، وهي الحية دون العقرب، والمراد من عمرين: أبو بكر وعمر، فعلى ذلك قوله: {بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ}.

وقوله: {فَبِئْسَ الْقَرِينُ} حيث ألجأه وألقاه في النار والإهلاك؛ لما ذكرنا.

﴿ ٣٨