٤١-٤٢وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (٤١) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (٤٢) فيه دلالة منع رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - عن سؤال إنزال العذاب الموعود لهم عليهم، ثم المنع فيه من وجهين: أحدهما: النهي عن سؤال بيان الوقت أن يسأل متى ينزله عليهم؟ والثاني: النهي عن استعجاله؛ كقوله: {وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ}، كأنه يقول: ليس ذلك إليك، إنما ذلك إليَّ: إن شئت أنزلت في حياتك وأريتك ذلك، وإن شئت أمتك ولم أرك شيئًا من ذلك، وهو كما قال: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ. . .} الآية. وقال قتادة في ذلك: إن اللّه - تعالى - أذهب نبيه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - وأبقى النقمة بعده، ولم يره في أمته إلا الذي تقر به عينه، وليس نبي أو رسول إلا وقد رأى في أمته العقوبة غير نبيكم، عافاه اللّه - تعالى - عن ذلك، ولا أراه إلا ما يقر به عينه، قال: وذكر لنا أن نبي اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - أري الذي تلقى أمته من بعده، فما زال إلا منقبضًا ما استشاط ضحكًا حتى لحق باللّه تعالى. وقال الحسن قريبًا من قول قتادة في قوله - تعالى -: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ} قال: أكرم اللّه - تعالى - نبيه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - أن يريه في أمته ما يكره، ورفعه اللّه - تعالى - وبقيت النقمة. |
﴿ ٤١ ﴾