٤٣

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤٣) الوحي إلى رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - من وجوه ثلاثة:

أحدها: القرآن، وهو الظاهر من الوحي إليه.

والثاني: وحي بيان، يبين للناس ما لهم وما للّه عليهم، وما لبعضهم على بعض على لسان الملك جبريل أو غيره؛ على ما أراد اللّه تعالى.

والثالث: وحي إلهام وإفهام، كقوله - تعالى -: {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّه}، وما أراه اللّه - تعالى - هو ما ألهمه وأفهمه أمره - عَزَّ وَجَلَّ - بالتمسك على أنواع ما أوحي إليه ما هو قرآن وما هو بيان، وما هو إفهام، وأراه وآمنه أن يزيغ أو يزل أو يعدل عن الصواب في ذلك كله، ويبشره في ذلك كله أنك لو تمسكت بجميع ما أوحي إليك كنت على صراط مستقيم؛ حيث قال: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.

﴿ ٤٣