١٠وقوله - عَزَّ وَجَلَّ - (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ... (١٠) قد ذكرنا فيما تقدم: أنه يخرج على وجوه ثلاثة: أحدها: أي: لو ساروا في الأرض، لعرفوا ما نزل بأُولَئِكَ بماذا نزل بهم؟ وهو تكذيبهم للرسل وكفرهم بهم، ولعرفوا أن من نجا منهم بماذا نجا؟ وهو التصديق لهم، والإيمان بهم. والثاني: على الأمر؛ أي: سيروا في الأرض، فانظروا ما الذي نزل بمكذبي الرسل ومستهزئيهم؛ ليكون ذلك مؤجرًا لهم عن مثل معاملتهم الرسول؛ عليه السلام. والثالث: أي: قد ساروا في الأرض، لكن لم ينظروا ولم يعتبروا فيما نزل بأُولَئِكَ أنه بماذا نزل بهم، ولو تأملوا فيهم، لكان ذلك زجرًا لهم عن المعاودة إلى مثل ذلك، واللّه أعلم. وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {دَمَّرَ اللّه عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} هذا خرج على وجوه: أحدها: أي: {دَمَّرَ اللّه عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ} سوى هَؤُلَاءِ الكفار الذين دمر اللّه عليهم أمثال ما لهم من الهلاك بتكذيبهم الرسل. والثاني: أي: {دَمَّرَ اللّه عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} أي: للكافرين من قومك أمثالها، وهذا وعيد لقومه. والثالث: أن يقول: لقومه ولكل كافر أمثال ذلك، واللّه أعلم. |
﴿ ١٠ ﴾