٢وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {عَلَّمَ الْقُرْآنَ}، ذكر أن الرحمن علم القرآن، ولم يذكر لمن علمه؛ فجاز أن يكون المراد منه: أنه - تبارك وتعالى - علم القرآن رسولنا - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -. ثم يخرج ذلك على وجوه: أحدها: أنه جبريل - عليه السلام - حيث قال: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى. ذُو مِرَّةٍ}، لكن خرجت الإضافة إلى اللّه تعالى؛ لما أنه علمه بأمره. والثاني: أضاف التعليم إلى نفسه؛ لما أنه هو الذي أثبته في قلبه حتى لا ينساه؛ كقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى}، وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)، وقوله: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ}. والثالث: أضاف إلى نفسه، وإن علمه جبريل - عليه السلام - لأنه هو الخالق لفعل التعليم من جبريل، عليه السلام. |
﴿ ٢ ﴾