٦

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (٦) أي: بعيدا أن يكون، فيكون على النفي والإنكار، وقد يستعمل هذا الحرف في موضع النفي؛ يقول الرجل في المناظرة لصاحبه: أبعدت في القول؛ إذا أجاب بشيء لا ثبات له ولا صحة، فيريد بقوله: " أبعدت ": النفي؛ أي: ليس كما تقول، وقال اللّه تعالى: {أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}، ومعناه على نفي النداء؛ أي: لا ينادون.

أو أن يكون قوله: {بَعِيدًا} أي: مستبعدا كونه، فبعد عن أوهامهم حتى أنكروه.

﴿ ٦