٢٩

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (٢٩):

قيل فيه بوجوه:

قيل {لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ}، أي: محرقة للجلد، فالبشر: الجلد، فجائز أن خص الجلد بالتلويح؛ لأن الجلد من الإنسان هو الظاهر؛ فيكون ظاهر الإحراق مؤثرًا فيه؛ فخصه بالذكر لهذا؛ كما سمي الإنسان: إنسانا؛ لظهوره لكل من هو من أهل الروية، وسمي الجن جنا: لاستتاره عمن ليس من جنسه، وهو كقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ}.

وقيل: {لَوَّاحَةٌ}، أي: ظاهرة للبشر؛ كقوله تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ}.

وقوله: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى}، أي: تظهر لهم وتلوح، فينظرون إليها، ويتيقنون بالعذاب.

ويحتمل أن يكون قوله: {لَوَّاحَةٌ}؛ لأن النار تأكل جلودهم ولحومهم؛ فتظهر عظامهم وتلوح عند ذلك، ثم تبدل جلودا ولحوما، أبدا على هذا مدار أمرهم.

﴿ ٢٩