٣١

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللّهبِ (٣١):

أي: لا ينتفعون به ما ينتفع بالظل في الدنيا؛ لأن ظل الدنيا يهرب إليه لدفع الحر، أو ليسكن فيه؛ لأن ظل البيت مما يسكن فيه، وظل الشجر والحيطان؛ ليأووا إليه؛ للتروح، وذلك الظل لا يغني عنهم في الآخرة في دفع الحرارة ولا في غيرها.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَلَا يُغْنِي مِنَ اللّهبِ}:

جائز أن يكونوا هربوا إلى ذلك الظل من اللّهب؛ فيخبر أن ذلك الظل لا يدفع عنهم، أذى اللّهب.

وجائز أن يكون اللّهب في ذلك الظل، ويكون كثافة الظل ساترة عما فيها من اللّهب؛ فيخبر أن سترها لا يمنع اللّهب عن أن يمسهم إذا انضموا إلى الظل.

﴿ ٣١