١٩

وقوله - تعالى -: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (١٩) فموضع القسم على هذا، وعلى قوله - تعالى -: {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ}.

ثم تأويل قوله: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}، أي: هذا الذي أتاكم به مُحَمَّد - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - تلقاه عن رسول كريم على ربه، وهو جبريل - عليه السلام - ثم نسب هاهنا إلى الرسول؛ لما سمع منه، ولم يكن من قبله، وقال في آية أخرى: {حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللّه}، فسماه: كلام اللّه؛ على الموافقة، أو لما أن ابتداءه يرجع إليه، لا أن يكون المسموع كلامه، كما يقال: هذا قول أبي حنيفة رحمه اللّه، وهذا قول فلان الشاعر، وليس الذي سمعته قول من نسب إليه، ولكن نسب إليه؛ لأن ابتداءه يرجع إليه؛ فكذلك سمي: كلام اللّه؛ لأنه يدل على كلامه، ولما يرجع إليه ابتداؤه، لا أن يكون هو نفس كلامه.

﴿ ١٩