٢٧

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (٢٧) أي: عظة للعالمين، يذكرهم بما يحق عليهم في حالهم، ويبين لهم ما يؤتى وما يتقى، وما تصير إليه عواقبهم.

أو أن يكون قوله: {ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ}، أي: شرف لهم، يشرف قدرهم به، ويصيرون أئمة يقتدى بهم ويختلف إليهم؛ ليتعلم منهم، واللّه أعلم.

ثم قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} يحتمل أوجها غير ما ذكرنا:

أحدها: أن هذا القرآن الذي جاء به مُحَمَّد - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - تلقاه من رسول كريم على اللّه - تعالى - فإذا لم تؤمنوا به، ولم تقبلوه فما ذهبتم إلا إلى قول شيطان رجيم.

ويحتمل؛ {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ}؟ وإلى من تفزعون إذا أتاكم بأس اللّه - عَزَّ وَجَلَّ - ونقمته إذا لم تؤمنوا باللّه تعالى، وأنكرتم البعث، ولم تصدقوا الرسول - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فيما أخبركم به؟! فإذا حل بكم ما أنذركم به فإلى من تلجئون؟! وهو كقوله - تعالى -: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللّه وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.

أو إذا لم تؤمنوا باللّه - تعالى - ولم تتبعوا ما أتاكم به مُحَمَّد - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - وقد تقرر عندكم صدقه أنما أتاكم من الآيات المعجزة، فبأي حديث تصدقونه بعد ذلك وتذهبون إليه؟! وهو كقوله تعالى: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}؟!.

﴿ ٢٧