١٥

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥) منهم من جعل المجيد نعتا للعرش.

ومنهم من جعله نعتا للّه تعالى.

فمن جعله نعتا للعرش فهو مستقيم؛ لأنه وصفه في مكان آخر بالكريم بقوله: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}، والمجيد يقرب معناه من معنى الكريم؛ لأن الكريم هو الذي عظم قدره وشرفه، والمجيد كذلك هو الشريف المعظم، وعظم قدر العرش في قلوب الخلق وعلا حتى زعم بعض الناس أنه مكان الرب تعالى، والكريم في الشاهد هو الذي يطمع عنده وجود ما يرجى ويؤمل، ويؤمن منه ما يتقى ويحذر، وسمى اللّه - تعالى - النبات: كريما بقوله: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ}؛ لما فيه من عظم المنافع، والكريم: هو النافع للخلق.

﴿ ١٥