٦(يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (٦) أي: جما. (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (٧) أي: أنفقت منه مقدار ما يخرج عن حد الإحصاء. وقوله: {لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}، أي: لم يعلم أحد مبلغ ما أنفق من ذلك. أو يكون قوله: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}، أي: لم يعلم أتباعه الذين أنفق عليهم مقدار ما أنفق عليهم؛ فيكون في قوله - تعالى -: {أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا} إظهار منه لسخاوته وجوده، على الافتخار منه بذلك، وامتنانا منه على أتباعه، فإن كان على هذا فهو في أمر الدنيا، وقد علم اللّه القدر الذي أنفق عليهم، وعلم الخلق سخاوته لا بقوله؛ فليس اشتغاله في إظهار الجود والامتنان إلا نوع من السفه، وكان الذي يحق عليه الاشتغال بالشكر للّه - تعالى - أو توجيه الحمد إليه؛ لما علم أن الذي أنعم به من المال الكثير من اللّه تعالى، وأن تلك المنقبة -وهي السخاوة- نالها باللّه تعالى، وهذا كقوله - تعالى -: {فَاذْكُرُوا اللّه كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ}، أي: آباؤكم لم ينالوا ما تذكرون من الشرف والمناقب الحميدة إلا باللّه - تعالى - فاذكروه كذكركم آباءكم، وهذا النوع من الافتخار راجع إلى الخصائص من القوم لا إلى الجملة؛ إذ كل أحد يقول مثل ذلك: إنه أهلك مالا لبدا، وفعل كذا. |
﴿ ٦ ﴾