١١

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (١١):

قيل: إذا هلك ومات، أو تردى في النار.

وفي ظاهر قوله - تعالى -: {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ} دلالة على أن الآية في حقيقة الإعطاء من المال والمنع.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}،

قَالَ بَعْضُهُمْ: بالجنة.

وقيل: يشهادة: أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللّه.

وقيل: بالخلف على ما أنفق.

وجائز أن تكون " اليسرى " اسم للجنة وكذلك " الحسنى ". و " العسرى " و " السوءى ": النار.

ويحتمل أن تكون " اليسرى " اسما لكل ما طاب وحسن من العمل، و " العسرى ": ما خبث، وقبح من العمل.

ومنهم من قال: إن الآية نزلت في أبي بكر الصديق - رَضِيَ اللّه عَنْهُ - لأنه اشترى

بلالا من أمية بن خلف وأبي بن خلف ببردة وعشر أواقٍ، فأعتقه للّه - تعالى - فأنزل اللّه تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى. . .} إلى قوله: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}، يعني: سعي أبي بكر وأمية وأبي.

وذكر إلى آخر السورة: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}: أبو بكر، رَضِيَ اللّه عَنْهُ، {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى. وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}: أمية بن خلف، وأبي بن خلف؛ يرويه عبد اللّه بن مسعود، رَضِيَ اللّه عَنْهُ.

﴿ ١١