سُورَةُ التِّينِ

وهي مَكِّيَّة

بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١

قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}:

قال: هذه السور كلها نزلت في محاجة أهل مكة، سوى سورة {وَالضُّحَى} و {أَلَمْ نَشْرَحْ}؛ فإنهما جاءتا في تذكير منن اللّه تعالى لرسوله - عليه السلام -:

إحداهما: خاطبه جبريل - عليه السلام - في تذكر ما من عليه، والأخرى خاطبه ربه - جل جلاله - بذلك، وأما غيرهما من السور فإنما جاءت في محاجة أهل مكة.

ثم قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ): قسم؛ أقسم تأكيدا للحجج التي أقامها ما لولا القسم لكان ما ذكر يوجب ذلك، لكن في القسم تأكيد ما ذكر من الحجة.

ثم اختلف أهل التأويل في قوله: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}:

قَالَ بَعْضُهُمْ: هو التين الذي يأكله الناس، والزيتون الذي يستخرجون منه الزيت، كذا روي عن ابن عَبَّاسٍ - رضي اللّه عنهما - أنه سئل عن قوله: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}؛ فقال: تينكم وزيتونكم هذا.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: هما جبلان بالشام.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: هما مسجدان في الشام:

 أحدهما: مسجد دمشق، والآخر: مسجد بيت المقدس.

وقيل: التين: مسجد أصحاب الكهف، والزيتون: مسجد نبينا عليه السلام.

وعن قتادة: أنه قال: التين: الجبل الذي عليه دمشق، والزيتون: الجبل الذي عليه مسجد بيت المقدس.

وقَالَ الْقُتَبِيُّ: التين والزيتون: جبلان بالشام، يقال لهما: طور تيناء، وطور زيتاء؛ بالسريانية، سميا بالتين والزيتون؛ لأنهما ينبتان فيهما.

﴿ ١