١١

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١) أي: إن ربهم يومئذ لخبير بما كان منهم في الدنيا، {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}، يقول: فهلا يعلم - أيضا - أنه يميز ما في الصدور، ويبين ويظهر ما فيها، لا يترك كذلك غير مميز، ولا مبين، بل يظهر ويميز، كقوله: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}.

ثم قوله: {إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ}، أي: عن علم له بذلك يأخذهم، ويجزيهم بما يجزيهم.

وفي قوله - تعالى -: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} دلالة أن حصول الأعمال وخلوصها وما يثاب عليها ويعاقب بالقلوب وبالنيات، لا بنفس الأعمال؛ حيث قال: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}.

قال أهل اللغة وأَبُو عَوْسَجَةَ: {ضَبْحًا}: الضبح: صوت في الصدر؛ ضبح يضبح ضبحا، فهو ضابح.

{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا}، أي: هيجن الغبار بحوافرهن، والنقع: الغبار، والنقوع: جماعة، {فَوَسَطْنَ} من التوسط، أي: صرن في الوسط، و {لَكَنُودٌ}: كفور، {وَحُصِّلَ}، أي: اختبر؛ يقال: حصلت: أي: اختبرت.

وقَالَ بَعْضُهُمْ والْقُتَبِيّ: {وَالْعَادِيَاتِ}: الخيل، والضبح: صوت حلوقها إذا عدت.

وقيل: الضبح والضبع واحد في السير؛ يقال: ضبحت الناقة، وضبعت.

{فَالْمُورِيَاتِ}، أي: أورت النار بحوافرها، والأرض الكنود: التي لا تنبت شيئا، ويقال: بعثرت، أي: قلبت، فجعل أسفلها أعلاها.

قوله تعالى: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ}، أي: ميز ما فيها من الخير والشر، والشك، واليقين، واللّه أعلم.

* * *

﴿ ١١