٨

وقوله - عز وجل -: (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (٨) جملة الكفار، ويكون الوجه في ذلك أن المؤمن لما عظم حق اللّه - تعالى - وأقام حدوده كان له ميزان وقيمة وخطر عند اللّه - تعالى - في ذلك اليوم، والكافر لما ترك ذلك، خف وزنه وقيمته وخطره، وقد يطلق - واللّه أعلم -

هذا الكلام على معنى الجاه والمنزلة، يقال: لفلان عند فلان وزن وقيمة، وليس عنده ذلك الوزن، فكذلك هذا.

والوجه الثاني: من وزن السرائر التي لم يطلع اللّه - تعالى - ملائكته الذين يكتبون أعمال بني آدم ذلك، ومعلوم أن ذلك إنما يحصل من المؤمنين دون الكفرة، وقد وصفنا مسألة الميزان وبيناها؛ فلذلك اختصرنا الكلام في ذا الموضع، واللّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ}، منهم من قال: مرضية، يرضى أهل الجنة بتلك العيشة؛ فهي مرضية.

ومنهم من قال: ذات رضاء؛ كقوله: {مَاءٍ دَافِقٍ}، أي: ذات اندفاق.

ومنهم من قال: إنه أضاف الرضاء إلى العيش؛ لأنه به يرضى.

﴿ ٨