٥

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥) يعني بهذا - واللّه أعلم -: إبطال ما كانوا عليه من الظنون والحسبان في هذه الدنيا؛ ألا ترى إلى قوله - تعالى -: {مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا}، فإذا نزل بهم العذاب تحقق عندهم، وعلموا علما يقينا.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} حين نزل بكم الموت، {ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} في القبر، وكذلك روي عن علي - رَضِيَ اللّه عَنْهُ - أنه قال: كنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت هذه السورة.

وفيه وجه ثان: وهو أنهم كانوا عند أنفسهم علماء، وأنهم على حق، ولكن اللّه - تعالى - بين لهم أن علمهم كان حسبانا؛ ألا ترى إلى قوله - تعالى -: {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}؛ فيظهر لهم عند ذلك: أن اليقين ما نزل بهم، وأن الذي علموا لم يكن علم يقين؛ بل كان شكا وحسبانا.

﴿ ٥