٢

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (٢) هذا يخرج على وجهين:

أحدهما: أي: لم يغن ماله وقوته وما كسب من عذاب اللّه شيئا؛ على ما يقولون: {نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ}.

والثاني: أي شيء أغنى عنه ماله وما كسب؟!.

ثم قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَمَا كَسَبَ} يحتمل الولد، أي: ما أغنى عنه ما جمع من ماله وما كسب من الولد؛ على ما ذكر في الخبر، روى أبو الأسود عن عائشة - رضي اللّه عنها - عن النبي - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " إن أطيب ما يأكل الرجل من كسبه، وولده من كسبه ".

وسئل ابن عَبَّاسٍ - رضي اللّه عنهما -: أيأخذ الرجل من مال ولده؟ فتلا {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا. . .} الآية، فهو مما وهب اللّه لنا؛ فهم وأموالهم لنا، واللّه أعلم.

ويحتمل ما أغنى عنه ما جمع من المال، وما كسب من العمل والإنفاق الذي أنفق على الطمع الذي فعل، أي: لم يغنه شيئا.

أو لم يغنه ما كسب عن صد الناس عن رسول اللّه - صَلَّى اللّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - والدخول في دينه والاتباع له، وسوء المقال الذي قال فيه.

وفي حرف ابن مسعود - رَضِيَ اللّه عَنْهُ -: (تبت يدا أبي لهب وقد تب ما أغنى عنه ماله وما اكتسب).

﴿ ٢