٥

قوله عز وجل : { إِيَاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

قوله : { إِيَّاكَ } هو كناية عن اسم اللّه تعالى ، وفيه قولان :

أحدهما : أن اسم اللّه تعالى مضاف إلى الكاف ، وهذا قول الخليل .

والثاني : أنها كلمة واحدة كُنِّيَ بها عن اسم اللّه تعالى ، وليس فيها إضافة لأن المضمر لا يضاف ، وهذا قول الأخفش .

وقوله : { نَعْبُدُ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : أن العبادة الخضوع ، ولا يستحقها إلا اللّه تعالى ، لأنها أعلى مراتب الخضوع ، فلا يستحقها إلا المنعم بأعظم النعم ، كالحياة والعقل والسمع والبصر .

والثاني : أن العبادة الطاعة .

والثالث : أنها التقرب بالطاعة .

والأول أظهرها ، لأن النصارى عبدت عيسى عليه السلام ، ولم تطعه بالعبادة ، والنبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) مطاع ، وليس بمعبودٍ بالطاعة .

﴿ ٥