٦اهدنا الصراط المستقيم قوله عز وجل : { اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيم } إلى آخرها . أما قوله : { اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ } ففيه تأويلان : أحدهما : معناه أرْشُدْنا ودُلَّنَا . والثاني : معناه وفقنا ، وهذا قول ابن عباس . وأما الصراط ففيه تأويلان : أحدهما : أنه السبيل المستقيم ، ومنه قول جرير : أَميرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى صِراطٍ إذَا اعْوَجَّ الْمَوَارِدُ مُسْتَقِيم والثاني : أنه الطريق الواضح ومنه قوله تعالى : { وَلاَ تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُون } " [ الأعراف : ٨٦ ] وقال الشاعر : . . . . . . . . . . . . . . . . . . . فَصَدَّ عَنْ نَهْجِ الصِّرَاطِ الْقَاصِدِ وهو مشتق من مُسْتَرَطِ الطعام ، وهو ممره في الحلق . وفي الدعاء بهذه الهداية ، ثلاثة تأويلات : أحدها : أنهم دعوا باستدامة الهداية ، وإن كانوا قد هُدُوا . والثاني : معناه زدنا هدايةً والثالث : أنهم دعوا بها إخلاصاً للرغبة ، ورجاءً لثواب الدعاء . واختلفوا في المراد بالصراط المستقيم ، على أربعة أقاويل : أحدها : أنه كتاب اللّه تعالى ، وهو قول علي وعبد اللّه ، ويُرْوَى نحوه عن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) . والثاني : أنه الإسلام ، وهو قول جابر بن عبد اللّه ، ومحمد بن الحنفية . والثالث : أنه الطريق الهادي إلى دين اللّه تعالى ، الذي لا عوج فيه ، وهو قول ابن عباس . والرابع : هو رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) وأخيار أهل بيته وأصحابه ، وهو قول الحسن البصري وأبي العالية الرياحي . وفي قوله تعالى : { الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمُ } خمسة أقاويل : أحدها : أنهم الملائكة . والثاني : أنهم الأنبياء . والثالث : أنهم المؤمنون بالكتب السالفة . والرابع : أنهم المسلمون وهو قول وكيع . والخامس : هم النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، ومَنْ معه مِنْ أصحابه ، وهذا قول عبد الرحمن بن زيد . |
﴿ ٦ ﴾