٥

وقوله تعالى : { أُولئِكَ على هُدىً مِنْ رَبِّهُمْ } يعني بيان ورشد .

{ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : أنهم الفائزون السعداء ، ومنه قول لبيد :

لَوْ أَنَّ حَيّاً مُدْرِكُ الْفَلاَحِ

أَدْرَكَهُ مُلاَعِبُ الرِّمَاحِ

والثاني : المقطوع لهم بالخير ، لأن الفلح في كلامهم القطع ، وكذلك قيل للأكار فلاح ، لأنه يشق الأرض ، وقد قال الشاعر :

لَقَدْ عَلِمتَ يا ابنَ أُمِّ صحصحْ

أن الحديدَ بالحديدِ يُفلحْ

واختلف فيمن أُرِيدَ بهم ، على ثلاثة أوجه :

أحدها : المؤمنون بالغيب من العرب ، والمؤمنون بما أنزل على محمد ، وعلى من قبله من سائر الأنبياء من غير العرب .

والثاني : هم مؤمنو العرب وحدهم .

والثالث : جميع المؤمنين .

﴿ ٥