٧

قوله تعالى : { خَتَمَ اللّه على قُلُوبِهِمْ } الختم الطبع ، ومنه ختم الكتاب ، وفيه أربعة تأويلات :

أحدها : وهو قول مجاهد ( ١٠٥ ) : أن القلب مثل الكف ، فإذا أذنب العبْدُ ذنباً ضُمَّ منه كالإصبع ، فإذا أذنب ثانياً ضم منه كالإصبع الثانية ، حتى يضمَّ جميعه ثم يطبع عليه بطابع .

والثاني : أنها سمة تكون علامة فيهم ، تعرفهم الملائكة بها من بين المؤمنين .

والثالث : أنه إخبار من اللّه تعالى عن كفرهم وإعراضهم عن سماع ما دعوا إليه من الحق ، تشبيهاً بما قد انسدَّ وختم عليه ، فلا يدخله خير .

والرابع : أنها شهادة من اللّه تعالى على قلوبهم ، بأنها لا تعي الذكر ولا تقبل الحقَّ ، وعلى أسماعهم بأنها لا تصغي إليه ، والغشاوة : تعاميهم عن الحق . وسُمِّي القلب قلباً لتقلُّبِهِ بالخواطر ، وقد قيل :

ما سُمِّيَ الْقَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبِهِ

وَالرَّأْيُ يَصْرِفُ ، والإنْسَانُ أَطْوَارُ

والغشاوة : الغطاء الشامل .

﴿ ٧