٧٣

قوله تعالى : { فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا } اختلف العلماء في البعض الذي ضُرِبَ به القتيلُ من البقرة ، على خمسة أقاويل :

أحدها : أنه ضُرِبَ بفخذ البقرة ، وهذا قول مجاهد ، وعكرمة وقتادة .

والثاني : أنه ضُرِبَ بالبضعة التي بين الكتفين ، وهذا قول السدي .

والثالث : أنه ضُرِبَ بعظم من عظامها ، وهذا قول أبي العالية .

والرابع : أنه ضُرِبَ بأُذنها ، وهذا قول ابن زيد .

والخامس : أنه ضُرِبَ بعجب ذنبها ، وهو الذي لا تأكله الأرض ، وهذا قول الفراء . والبعض : يَقِلُّ عن النصف .

{ كَذلِكَ يُحْيِي اللّه المَوْتَى } يعني ، أنه لما ضُرِبَ القتيل ببعض البقرة ، أحياه اللّه وكان اسمه عاميل ، فقال قتلني ابن أخي ، ثم قبض ، فقال بنو أخيه : واللّه ما قتلناه ، فكذّبوا بالحق بعد معاينته .

قال الفراء : وفي الكلام حذف ، وتقديره : فقلنا اضربوه ببعضها ، ليحيا

فضربوه ، فَحَيِيَ . كذلك يحيي اللّه الموتى ، فدل بذلك على البعث والنشور ، وجعل سبب إحيائه الضرب بميت ، لا حياة فيه ، لئلا يلتبس على ذي شبهة ، أن الحياة إنما انتقلت إليه مما ضرب به ، لتزول الشبهة ، وتتأكد الحجة .

وفي قوله تعالى : { كَذلِكَ يُحْيِي اللّه المَوْتَى } وجهان :

أحدهما : أنه حكاية عن قول موسى لقومه .

والثاني : أنه خطاب من اللّه لمشركي قريش .

{ وَيُرِيكُم ءَايَاتِهِ } فيه وجهان :

أحدهما : علامة قدرته .

والثاني : دلائل بعثكم بعد الموت .

{ لَعَلَّكُم تَعْقِلُونَ } فيه وجهان :

أحدهما : تعملون .

والثاني : تعتبرون .

﴿ ٧٣