٨٤

قوله تعالى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُ مِّن دِيَارِكُمْ } أما النفس فمأخوذة من النفاسة ، وهي الجلالة ، فنفس الإنسان أنفس ما فيه ، وأما الديار فالمنزل ، الذي فيه أبنية المقام ، بخلاف منزل الارتحال ، وقال الخليل : كل موضع حَلَّهُ قوم ، فهو دار لهم ، وإن لم يكن فيه أبنية .

فإن قيل : فهل يسفك أحد دمه ، ويخرج نفسه من داره ؟ ففيه قولان :

أحدهما : معناه لا يقتل بعضكم بعضاً ، ولا يخرجه من داره ، وهذا قول قتادة ، وأبي العالية .

والثاني : أنه القصاص الذي يقتص منهم بمن قتلوه .

وفيه قول ثالث : أن قوله { أنفسكم } أي إخوانكم فهو كنفس واحدة .

﴿ ٨٤