١١١وقالوا لن يدخل . . . . . قوله عز وجل : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنَ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللّه أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ } أما المساجد فهي مواضع العبادات ، وفي المراد بها هنا قولان : أحدهما : ما نسب إلى التعبد من بيوت اللّه تعالى استعمالاً لحقيقة الاسم . والثاني : أنَّ كُلَّ موضع من الأرض ، أقيمت فيه عبادة من بيوت اللّه وغيرها مسجد ، لقول النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) : { جُعِلَتْ لِيَ الأرضُ مَسْجِداً }. وفي المانع مساجد اللّه أن يُذْكَرَ فيها اسمه ، أربعة أقاويل : أحدها : أنه بُخْتَ نصر وأصحابه من المجوس الذين خربوا بيت المقدس ، وهذا قول قتادة . والثاني : أنهم النصارى الذين أعانوا { بُخْتَ نَصّر } على خرابه ، وهذا قول السدي . والثالث : أنهم مشركو قريش ، منعوا رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) من المسجد الحرام عام الحديبية ، وهذا قول عبد الرحمن بن زيد . والرابع : أنه عَامٌّ في كل مشرك ، منع من كل مسجد . وفي قوله تعالى : { وَسَعَى في خَرَابِهَا } تأويلان : أحدهما : بالمنع من ذكر اللّه فيها . والثاني : بهدمها . { أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلاَّ خَآئِفِينَ } فيه تأويلان : أحدهما : خائفين بأداء الجزية ، وهذا قول السدي . والثاني : خائفين من الرعب ، إن قُدر عليهم عوقبوا ، وهذا قول قتادة . |
﴿ ١١١ ﴾