١٣٠

قوله تعالى : { وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إبْرَاهِيمَ إلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : أن ذلك سفّه نفسه ، أي فَعَلَ بها من السفه ما صار به سفيهاً ، وهذا قول الأخفش .

والثاني : أنها بمعنى سفه في نفسه ، فحذف حرف الجر كما حذف من

قوله تعالى : { وَلاَ تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ } أي عَلَى عقدة النكاح ، وهذا قول الزجَّاج .

والثالث : أنها بمعنى أهلك نفسه وأوْبَقَهَا ، وهذا قول أبي عبيدة .

قال المبرِّد وثعلب : سَفِه بكسر الفاء يتعدى ، وسفُه بضم الفاء لا يتعدى .

{ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا } أي اخترناه ، ولفظه مشتق من الصفوة ، فيكون المعنى : اخترناه في الدنيا للرسالة .

{ وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } لنفسه في إنجائها من الهلكة .

﴿ ١٣٠