١٥٩

قوله عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا } قيل : هم رؤساء اليهود ، كعب ابن الأشرف ، وكعب بن أسد ، وابن صوريا ، وزيد بن التابوت ، هم الذين كتموا ما أنزل اللّه .

{ مَنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى } فيه قولان :

أحدهما : أن البينات هي الحجج الدالة على نبوة محمد ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، والهدى : الأمر باتباعه .

والثاني : أن البينات والهدى واحد ، والجمع بينهما تأكيد ، وذلك ما أبان عن نبوته وهدى إلى اتباعه .

{ مَنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ في الْكِتَابِ } يعني القرآن .

{ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّه وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ } فيهم أربعة أقوال :

أحدها : أنهم كل شيء في الأرض من حيوان وجماد إلا الثقلين الإنس والجن ، وهذا قول ابن عباس والبراء بن عازب .

والثاني : اللاعنون : الاثنان إذا تلاعنا لحقت اللعنة مستحقها منهما ، فإن لم يستحقها واحد منهما رجعت اللعنة على اليهود ، وهذا قول ابن مسعود .

والثالث : أنهم البهائم ، إذا يبست الأرض قالت البهائم هذا من أجل عُصاةِ بني آدم ، وهذا قول مجاهد وعكرمة .

والرابع : أنهم المؤمنون من الإنس والجن ، والملائكة يَلعنون مَنْ كَفَر باللّه واليوم الآخر ، وهذا قول الربيع بن أنس .

﴿ ١٥٩