١٩٨

قوله تعالى : { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِكُمْ } روى ابن عباس قال : كان ذو المجاز وعكاظ متجرين للناس في الجاهلية ، فلما جاء الإسلام تركوا ذلك ، حتى نزلت : { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِكُمْ } وكان ابن الزبير يقرأ { فِي مَواقِيتِ الْحَجِّ } .

{ فَإِذَآ أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : معناه فإذا رجعتم من حيث بَدَأْتُم .

والثاني : أن الإفاضة : الدفع عن اجتماع ، كفيض الإناء عن امتلاء .

والثالث : أن الإفاضة الإسراع من مكان إلى مكان .

وفي { عَرَفَاتٍ } قولان :

أحدهما : أنها { جمع } عرفة .

والثاني : أنها اسم واحد وإن كان بلفظ الجمع . وهذا قول الزجاج .

واختلفوا في تسمية المكان عرفة على أربعة أقاويل :

أحدها : أن آدم عرف فيه حواء بعد أن أُهْبِطَا من الجنة .

والثاني : أن إبراهيم عرف المكان عند الرؤية ، لما تقدم له في الصفة .

والثالث : أن جبريل عرَّف فيه الأنبياء مناسكهم .

والرابع : أنه سُمِّيَ بذلك لعلو الناس فيه ، والعرب تسمي ما علا { عرفة } و { عرفات } ، ومنه سُمِّيَ عُرف الديك لعلوه .

{ فَاذْكُرُواْ اللّه عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ } والمَشْعَرُ المَعْلَمُ ، سُمِّيَ بذلك ، لأن الدعاء عنده ، والمقام فيه من معالم الحج ، وحد المشعر ما بين منى ومزدلفة مِنْ حَد مفضي مَأزمَي عرفة إلى محسر ، وليس مأزماً عرفة من المشعر .

﴿ ١٩٨