٢٠٤قوله تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةٍ الدُّنْيَا } فيه قولان : أحدهما : يعني من الجميل والخير . والثاني : من حب رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) ، والرغبة في دينه . { وَيُشْهِدُ اللّه عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : أن يقول : اللّهم اشهد عليّ فيه ، وضميره بخلافه . والثاني : معناه : وفي قلبه ما يشهد اللّه أنه بخلافه . والثالث : معناه : ويستشهد اللّه على صحة ما في قلبه ، ويعلم أنه بخلافه . وهي في قراءة ابن مسعود { وَيَسْتَشْهِدُ اللّه عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ } . { وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ } والألد من الرجال الشديد الخصومة ، وفي الخصام قولان : أحدهما : أنه مصدر ، وهو قول الخليل . والثاني : أنه جمع خصيم ، وهو قول الزجاج . وفي تأويل : { أَلَدُّ الْخِصَامِ } هنا أربعة أوجه : أحدها : أنه ذو جدال ، وهو قول ابن عباس . والثاني : يعني أنه غير مستقيم الخصومة ، لكنه معوجها ، وهذا قول مجاهد ، والسدي . والثالث : يعني أنه كاذب ، في قول الحسن البصري . والرابع : أنه شديد القسوة في معصية اللّه ، وهو قول قتادة . وقد روى ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، أن النبي ( صلى اللّه عليه وسلم ) قال : { أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللّه تَعَالَى الأَلَدُّ الخَصَمُ }. وفيمن قصد بهذه الآية وما بعدها قولان : أحدهما : أنه صفة للمنافق ، وهذا قول ابن عباس ، والحسن . والثاني : أنها نزلت في الأخنس بن شريق ، وهو قول السدي . |
﴿ ٢٠٤ ﴾