٢١٢

قوله تعالى : { زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } في الدنيا وتزيينها لهم ، ثلاثة أقاويل :

أحدها : زينها لهم الشيطان ، وهو قول الحسن .

والثاني : زينها لهم الذين أغووهم من الإنس والجن ، وهو قول بعض المتكلمين .

والثالث : أن اللّه تعالى زينها لهم بالشهوات التي خلقها لهم .

{ وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ } لأنهم توهموا أنهم على حق ، فهذه سخريتهم بضعفة المسلمين . وفي الذي يفعل ذلك قولان :

أحدهما : أنهم علماء اليهود .

والثاني : مشركو العرب .

{ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } يعني أنهم فوق الكفار في الدنيا .

{ وَاللّه يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } .

فإن قيل : كيف يرزق من يشاء بغير حساب وقد قال تعالى : { عَطَاءً حِسَاباً } " [ النبأ : ٣٦ ] ففي هذا ستة أجوبة :

أحدها : أن النقصان بغير حساب ، والجزاء بالحساب .

والثاني : بغير حساب لسعة ملكه الذي لا يفنى بالعطاء ، لا يقدر بالحساب .

والثالث : إن كفايتهم بغير حساب ولا تضييق .

والرابع : دائم لا يتناهى فيصير محسوباً ، وهذا قول الحسن .

والخامس : أن الرزق في الدنيا بغير حساب ، لأنه يعم به المؤمن والكافر فلا يرزق المؤمن على قدر إيمانه ولا الكافر على قدر كفره .

والسادس : أنه يرزق المؤمنين في الآخرة وأنه لا يحاسبهم عليه ولا يَمُنُ عليهم به .

﴿ ٢١٢