٢٥٣

{ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ } فيه وجهان :

أحدهما : في الآخرة ، لتفاضلهم في الأعمال ، وتحمل الأثقال .

والثاني : في الدنيا بأن جعل بعضهم خليلاً ، وبعضهم كليماً ، وبعضهم مَلِكاً ، وسَخَّر لبعضهم الريح والشياطين ، وأحيا ببعضهم الموتى ، وأبرأ الأكمه ، والأبرص .

ويحتمل وجهاً ثالثاً : بالشرائع ، فمنهم من شرع ، ومنهم من لم يشرع .

{ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ } فيه وجهان :

أحدهما : أن أوحى إلى بعضهم في منامه ، وأرسل إلى بعضهم الملائكة في يقظته .

والثاني : أن بعث بعضهم إلى قومه ، وبعث بعضهم إلى كافة الناس .

{ وَءَاتَينَا عيسَى ابْنَ مَرْيَم الْبَيِّنَاتِ } فيه وجهان :

أحدهما : الحُجَجُ الواضحة ، والبراهين القاهرة .

والثاني : أن خلقه من ذكر .

{ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ } فيه وجهان :

أحدهما : بجبريل .

والثاني : بأن نفخ فيه من رُوحه .

{ وَلَو شَآءَ اللّه مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ } فيه وجهان :

أحدهما : ولو شاء اللّه ما أمر بالقتال بعد وضوح الحجة .

والثاني : ولو شاء اللّه لاضطرهم إلى الإيمان ، ولما حصل فهيم خيار .

﴿ ٢٥٣