٢٥٦قوله تعالى : { لآَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أن ذلك في أهل الكتاب ، لا يُكْرَهُون على الدين إذا بذلوا الجزية ، قاله قتادة . والثاني : أنها نزلت في الأنصار خاصة ، كانت المرأة منهم تكون مِقْلاَةً لا يعيش لها ولد ، فتجعل على نفسها ، إن عاش لها ولد أن تهوّده ، ترجو به طول العمر ، وهذا قبل الإسلام ، فلما أجلى رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وسلم ) بني النضير ، كان فيهم من أبناء الأنصار ، فقالت الأنصار : كيف نصنع بأبنائنا ؟ فنزلت هذه الآية ، قاله ابن عباس . والثالث : أنها منسوخة بفرض القتال ، قاله ابن زيد . { فَمَن يَكْفُرُ بِالطَّاغُوتِ } فيه سبعة أقوال : أحدها : أنه الشيطان وهو قول عمر بن الخطاب . والثاني : أنه الساحر ، وهو قول أبي العالية . والثالث : الكاهن ، وهو قول سعيد بن جبير . والرابع : الأصنام . والخامس : مَرَدَة الإنس والجن . والسادس : أنه كل ذي طغيان طغى على اللّه ، فيعبد من دونه ، إما بقهر منه لمن عبده ، أو بطاعة له ، سواء كان المعبود إنساناً أو صنماً ، وهذا قول أبي جعفر الطبري . والسابع : أنها النفس لطغيانها فيما تأمر به من السوء ، كما قال تعالى : { إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ } " [ يوسف : ٥٣ ] . واختلفوا في { الطَّاغُوتِ } على وجهين : أحدهما : أنه اسم أعجمي معرّب ، يقع على الواحد والجماعة . والثاني : أنه اسم عربي مشتق من الطاغية ، قاله ابن بحر . { وَيُؤْمِن بِاللّه فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } فيها أربعة أوجه : أحدها : هي الإيمان اللّه ، وهو قول مجاهد . والثاني : سنة الرسول . والثالث : التوفيق . والرابع : القرآن ، قاله السدي . { لاَ انفِصَامَ لَهَا } فيه قولان : أحدهما : لا انقطاع لها ، قاله السدي . والثاني : لا انكسار لها ، وأصل الفصم : الصدع . |
﴿ ٢٥٦ ﴾