٢٥٩أو كالذي مر . . . . . { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ } اختلفوا في الذي مر على قرية على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه عزيز ، قاله قتادة . والثاني : أنه إرْمياء ، وهو قول وهب . والثالث : أنه الخَضِر ، وهو قول ابن إسحاق ، واختلفوا في القرية على قولين : أحدهما : هي بيت المقدس لما خرّبه بُخْتنصَّر ، وهذا قول وهب وقتادة . والربيع بن أنس . والثاني : أنها التي خرج منها الألوف حذر الموت ، قاله ابن زيد . { وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا } في الخاوية قولان : أحدهما : الخراب ، وهو قول ابن عباس ، والربيع ، والضحاك . والثاني : الخالية . وأصل الخواء الخلو ، يقال خوت الدار إذا خلت من أهلها ، والخواء الجوع لخلو البطن من الغذاء { عَلَى عُرُوشِهَا } : على أبنيتها ، والعرش : البناء . { قَالَ أَنَّى يَحْيِي هَذِهِ اللّه بَعْدَ مَوْتِهَا } فيه وجهان : أحدهما : يعمرها بعد خرابها . والثاني : يعيد أهلها بعد هلاكهم . { فَأَمَاتَهُ اللّه مِاْئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ : كَمْ لَبِثْتَ } أي مكث . { قَالَ : لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } لأن اللّه تعالى أماته في أول النهار ، وأحياه بعد مائة عام آخر النهار ، فقال : يوماً ، ثم التفت فرأى بقية الشمس فقال : { أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } . { قَالَ : بَل لَّبِثْتَ مِاْئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ } فيه تأويلان : أحدهما : معناه لم يتغير ، من الماء الآسن وهو غير المتغير ، قال ابن زيد : والفرق بين الآسن والآجن أن الآجن المتغير الذي يمكن شربه والآسن المتغير الذي لا يمكن شربه . والثاني : معناه لم تأتِ عليه السنون فيصير متغيراً ، قاله أبو عبيد . قيل : إن طعامه كان عصيراً وتيناً وعنباً ، فوجد العصير حلواً ، ووجد التين والعنب طرياً جنيّاً . فإن قيل : فكيف علم أنه مات مائة عام ولم يتغير فيها طعامه ؟ قيل : إنه رجع إلى حاله فعلم بالآثار والأخبار ، وأنه شاهد أولاد أولاده شيوخاً ، وكان قد خلف آباءهم مُرْداً أنه مات مائة عام . وروي عن علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه : أن عزيراً خرج من أهله وخلف امرأته حاملاً وله خمسون سنة ، فأماته اللّه مائة عام ، ثم بعثه فرجع إلى أهله ، وهو ابن خمسين سنة ، وله ولد هو ابن مائة سنة ، فكان ابنه أكبر منه بخمسين سنة ، وهو الذي جعله اللّه آية للناس . وفي قوله تعالى : { وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا } قراءتان : إحداهما : ننشرُها بالراء المهملة ، قرأ بذلك ابن كثير ونافع وأبو عمرو ، ومعناه نحييها . والنشور : الحياة بعد الموت ، مأخوذ من نشر الثوب ، لأن الميت كالمطوي ، لأنه مقبوض عن التصرف بالموت ، فإذا حَيِيَ وانبسط بالتصرف قيل : نُشِرَ وأُنشِر . والقراءة الثانية : قرأ بها الباقون ننشِزُها بالزاي المعجمة ، يعني نرفع بعضها إلى بعض ، وأصل النشوز الارتفاع ، ومنه النشز اسم للموضع المرتفع من الأرض ، ومنه نشوز المرأة لارتفاعها عن طاعة الزوج . وقيل إِنَّ اللّه أحيا عينيه وأعاد بصره قبل إحياء جسده ، فكان يرى اجتماع عظامه واكتساءها لحماً ، ورأى كيف أحيا اللّه حماره وجمع عظامه . واختلفوا في القائل له : كم لبثت على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه ملك . والثاني : نبي . والثالث : أنه بعض المؤمنين المعمرين ممن شاهده عند موته وإحيائه . |
﴿ ٢٥٩ ﴾