٢٨٥

{ وَكُتُبِهِ } قراءة الجمهور وقرأ حمزة : { وكِتَابِهِ } فمن قرأ { وَكُتُبِهِ } فالمراد به جميع ما أنزل اللّه منها على أنبيائه . ومن قرأ : { وَكِتَابِهِ } ففيه وجهان :

أحدهما : أنه عنى القرآن خاصة .

والثاني : أنه أراد الجنس ، فيكون معناه بمعنى الأول وأنه أراد جميع الكتب والإِيمان بها والاعتراف بنزولها من اللّه على أنبيائه .

وفي لزوم العمل بما فيها ما لم يرد نسخ قولان :

ثم فيما تقدم ذكره من إيمان الرسول والمؤمنين - وإن خرج مخرج الخبر - قولان :

أحدهما : أن المراد به مدحهم بما أخبر من إيمانهم .

والثاني : أن المراد به أنه يقتدي بهم مَنْ سواهم .

ثم قال تعالى : { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } يعني في أن يؤمن ببعضهم

دون بعض ، كما فعل أهل الكتاب ، فيلزم التسوية بينهم في التصديق ، وفي لزوم التسوية في التزام شرائعهم ما قدمناه من القولين ، وجعل هذا حكاية عن قولهم وما تقدمه خبراً عن حالهم ليجمع لهم بين قول وعمل وماض ومستقبل .

{ وَقَالُوا : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } أي سمعنا قوله وأطعنا أمره .

ويحتمل وجهاً ثانياً : أن يراد بالسماع القبول ، وبالطاعة العمل .

{ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا } معناه نسألك غفرانك ، فلذلك جاء به منصوباً .

{ وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } يعني إلى جزائك .

ويحتمل وجهاً ثانياً : يريد به إلى لقائك لتقدم اللقاء على الجزاء .

﴿ ٢٨٥