١٠إن الذين كفروا . . . . . قوله عز وجل : { كَدَأْبِ ءَالِ فِرْعَوْنَ } فيه وجهان : أحدهما : أن الدأب : العادة ، { أي } كعادة آل فرعون والذين من قبلهم . والثاني : أن الدأب هنا الاجتهاد ، مأخوذ من قولهم : دأبت في الأمر ، إذا اجتهدت فيه . فإذا قيل إنه العادة ففيما أشار إليه من عادتهم وجهان : أحدهما : كعادتهم في التكذيب بالحق . والثاني : كعادتهم من عقابهم على ذنوبهم . وإذا قيل إنه الاجتهاد ، احتمل ما أشار إليه من اجتهادهم وجهين : أحدهما : كاجتهادهم في نصرة الكفر على الإِيمان . والثاني : كاجتهادهم في الجحود والبهتان . وفيمن أشار إليهم أنهم كدأب آل فرعون قولان : أحدهما : أنهم مشركو قريش يوم بدر ، كانوا في انتقام اللّه منهم لرسله والمؤمنين ، كآل فرعون في انتقامه منهم لموسى وبني إسرائيل ، فيكون هذا على القول الأول تذكيراً للرسول والمؤمنين بنعمة سبقت ، لأن هذه الآية نزلت بعد بدر استدعاء لشكرهم عليها ، وعلى القول الثاني وعداً بنعمة مستقبلة لأنها نزلت قبل قتل يهود بني قينقاع ، فحقق وعده وجعله معجزاً لرسوله . |
﴿ ١٠ ﴾