٣٦

ثم قال تعالى : { وَاللّه أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ } قرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم بضم التاء ، فيكون ذلك راجعاً إلى اعتذارها بأن اللّه أعلم بما وضعت ، وقرأ الباقون بجزم التاء ، فيكون ذلك جواباً من اللّه تعالى لها بأنه أعلم بما وضعت منها .

ثم قال تعالى : { وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى } لأن الأُنثى لا تصلح لما يصلح له الذكر من خدمة المسجد المقدس ، لما يلحقها من الحيض ، ولصيانة النساء عن التبرج ، وإنما يختص الغلمان بذلك .

{ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } فيه تأويلان :

أحدهما : معناه : من طعن الشيطان الذي يستهل به المولود صارخاً ، وقد روى ذلك أبو هريرة مرفوعاً .

والثاني : معناه من إغوائه لها ، وهذا قول الحسن ، ومعنى الرجيم المرجوم بالشهب .

﴿ ٣٦