٣٩

قوله تعالى : { فَنَادَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ } قرأ حمزة ، والكسائي : { فَنَادَاه الْمَلآئِكَةُ } ، وفي مناداته قولان :

أحدهما : أنه جبريل وحده ، وهو قول السدي .

والثاني : جماعة من الملائكة .

{ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّه يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى } قيل إنما سمّاه

يحيى لأن اللّه تعالى أحياه بالإيمان ، وسماه بهذا اسم قبل مولده .

{ مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّه } فيه قولان :

أحدهما : بكتاب من اللّه ، وهذا قول أبي عبيدة وأهل البصرة .

والثاني : يعني المسيح ، وهذا قول ابن عباس ، وقتادة ، والربيع ، والضحاك ، والسدي .

واختلفوا في تسميته كلمة من اللّه على قولين :

أحدهما : أنه خلقه بكلمته من غير أب .

والثاني : أنه سُمِيَ بذلك لأن الناس يهتدون به في دينهم كما يهتدون بكلام اللّه عز وجل .

{ وَسَيِّداً } فيه خمسة أقاويل :

أحدها : أنه الخليفة ، وهو قول قتادة .

والثاني : أنه التقي ، وهو قول سالم .

والثالث : أنه الشريف ، وهو قول ابن زيد .

والرابع : أنه الفقيه العالم ، وهو قول سعيد بن المسيب .

والخامس : سيد المؤمنين ، يعني بالرياسة عليهم ، وهذا قول بعض المتكلمين .

{ وَحَصُوراً } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه كان عِنَّيناً لا ماء له ، وهذا قول ابن مسعود ، وابن عباس ، والضحاك .

والثاني : أنه كان لا يأتي النساء ، وهو قول قتادة ، والحسن .

والثالث : أنه لم يكن له ما يأتي به النساء ، لأنه كان معه مثل الهْدبة ، وهو قول سعيد بن المسيب .

﴿ ٣٩