٤٠

قوله عز وجل : { قَالَ : رَبِّ أَنَّى يِكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ } وإنما جاز له أن يقول : وقد بلغني الكبر لأنه بمنزلة الطالب له .

{ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ } أي لا تلد .

فإن قيل : فَلِمَ راجع بهذا القول بعد أن بُشَّرَ بالولد ، ففيه جوابان :

أحدهما : أنه راجع ليعلم على أي حال يكون منه الولد ، بأن يُرّدّ هو وامرأته إلى حال الشباب ، أم على حال الكبر ، فقيل له : كذلك اللّه يفعل ما يشاء ، أي على هذه الحال ، وهذا قول الحسن . والثاني : أنه قال ذلك استعظاماً لمقدور اللّه وتعجباً .

﴿ ٤٠