٤٦

قوله تعالى : { وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ } وفي سبب كلامه في المهد قولان :

أحدهما : لتنزيه أمه مما قُذِفَتْ به .

والثاني : لظهور معجزته .

واختلفوا هل كان في وقت كلامه في المهد نبياً على قولين :

أحدهما : كان في ذلك الوقت نبياً لظهور المعجزة منه .

والثاني : أنه لم يكن في ذلك الوقت نبياً وإنما جعل اللّه ذلك تأسيساً لنبوتّه .

والمهد : مضجع الصبي ، مأخوذ من التمهيد .

ثم قال تعالى : { وَكَهْلاً } وفيه قولان :

أحدهما : أن المراد بالكهل الحليم ، وهذا قول مجاهد .

والثاني : أنه أراد الكهل في السنّ .

واختلفوا : بلوغ أربع وثلاثين سنة .

والثاني : أنه فوق حال الغلام ودون حال الشيخ ، مأخوذ من القوة من قولهم اكتهل البيت إذ طال وقوي .

فإن قيل فما المعنى في الإخبار بكلامه كهلاً وذلك لا يستنكر ؟ ففيه قولان :

أحدها : أنه يكلمهم كهلاً بالوحي الذي يأتيه من اللّه تعالى .

والثاني : انه يتكلم صغيراً في المهد كلام الكهل في السنّ .

ويعلمه الكتاب والحكمة . . . . .

﴿ ٤٦